آخر مرة شوهد فيها أبو بكر البغدادي كان في أيلول الماضي في قرية "الكمشة" القريبة من "باغوز" الواقعة على الحدود السورية-العراقية حيث تجري الآن محاصرة آخر جيب لداعش. alt="ماذا يعني اعلان الاميركيين نهاية داعش وأبوبكر البغدادي حرّ طليق؟"
السبت ١٦ فبراير ٢٠١٩
آخر مرة شوهد فيها أبو بكر البغدادي كان في أيلول الماضي في قرية "الكمشة" القريبة من "باغوز" الواقعة على الحدود السورية-العراقية حيث تجري الآن محاصرة آخر جيب لداعش.
مرات عدة، تحدّث الاعلام عن محاصرة زعيم تنظيم داعش في المناطق المتاخمة لدير الزور السورية، أو رصده في المسالك على الحدود السورية العراقية، الا أنّ البغدادي لا يزال متواريا، وعجزت المخابرات الاميركية عن تحديد مكانه، لضربه من الجو، وفق الوسيلة التي اعتمدها الاميركيون في اصطياد قيادات القاعدة في أفغانستان.
السؤال المطروح الآن، أين هو البغدادي، وهل الاميركيون جادون في اعتقاله حيا أو ميتا؟
وماذا عن الجهات المعنية في سوريا والعراق، حيال هذا القيادي، الذي كلّف تنظيمه الدولتين خسائر بشرية ومادية لا تُحصى!
وإذا كانت المعلومات تشير الى قرب اعلان نهاية داعش، في الساعات القليلة المقبلة كما وعد الرئيس دونالد ترامب، أو في خلال أيام قليلة، كما أعلنت "قوات سوريا الديمقراطية" ذات الغالبية الكردية، فإنّ أحدا من الجهتين لم يتحدّث عن مصير قائد هذا التنظيم الإرهابي.
تتركّز الأحاديث عن محاصرة عناصر داعشية في منطقة الباغوز كآخر منطقة يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية. وتعقدت معركة القضاء عليهم بسبب احتمائهم بالمدنيين كدروع بشرية.
قائد الحملة العسكرية لاستعادة هذا المعقل،جيا فرات، بشّر بأنّه سيزف قريبا نهاية الدولة الإسلامية عسكريا.
هنا تتراكم الأسئلة:
أين أصبحت عناصر داعش التي كانت تسيطر على مناطق شاسعة في المنطقة الواقعة بين شرق سوريا وغرب العراق، وأين قياداتها التي فرضت "سلطتها بتوحش" على نحو ثمانية ملايين شخص، وجمعت مليارات الدولارات من النفط والتجارات الممنوعة خصوصا الآثار منها.
.ما صحة المعلومات التي تشير الى أنّ نحو ١٨ألف مقاتل داعشي لايزالون في سوريا والعراق، وأنّ مقاتلين من التنظيم، ينتشرون في أفغانستان ومصر ليبيا وجنوب شرق آسيا وغرب افريقيا، وأوروبا، إضافة الى أعداد مهمة في الصومال واليمن ودول الساحل
في آخر الأنباء، أنّ داعش تبنى هجوما في سيناء فقتل ٢٠جنديا مصريا.
ما صحة الأنباء التي نقلتها صحيفة الغارديان البريطانية عن محاولة انقلاب فاشلة تعرّض لها أبو بكر البغدادي، في الخريف الماضي، قادها مقاتلون أجانب في التنظيم، في منطقة الكمشة.
وهل لايزال أبو بكر البغدادي يتنقل في هذه المنطقة الحدودية بين سوريا والعراق عبر أنفاق حُفرت بين المنازل؟
وهل لايزال أمير داعش موجودا في باعوز حيث تجري حاليا المعركة القاضية على التنظيم.
وهل صحيح أنّه يساوم على رؤوس رهائن أجنبية من بينها صحافيون مثل الصحافي البريطاني جون كانتالي؟
يتساءل المحلل في صحيفة التايمز ريتشارد سبنسر عن هذا الوقت الواسع الذي استغرقته المعركة الفاصلة مع داعش، فيذكّربأنّ "تحرير أوروبا الغربية من النازيين استغرق ٣٣٦يوما في حين أن تحرير شمال العراق وشرق سوريا استغرق ١٦٥٨يوما أي أربع سنوات ونصف ولم ينتهِ بعد".
والملاحظ هنا أنّ عددا من الصحافة الغربية الموثوقة تساءلت عن حقيقة تحرير سوريا والعراق من داعش كتنظيم يتمتع مقاتلوه بكفاءة وقدرة هائلة على ارتكاب الفظائع!
وتساءلت الصحافة الغربية عن أسباب الأكلاف البشرية التي وضعتها الجيوش في القضاء على داعش، فالقوات العراقية خسرت نحو ٣٠ألف جندي منذ العام ٢٠١٤،ويبقى العدد مجهولا للقوات السورية، والكردية...وتشير معلومات غير مؤكدة الى أن تنظيم داعش خسر أكثر من خمسين ألف قتيل.
لا شك أنّ مصير أبو بكر البغدادي يبقى لغزا حتى الآن في عجز المخابرات الغربية والعربية في تحديد مكانه، علما أن قيادات داعشية متفرقة تسقط في الأفخاخ كما حصل في لبنان حين أوقفت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني السوري محمد خالد الحاج القيادي في التنظيم قادما من دير الزور السورية، وأوقفت المخابرات اللبنانية في محلة الشواغير-الهرمل الأمير الشرعي للتنظيم وهو السوري أحمد منصور الخلف.
فهل يعني هرب القيادات من دير الزور ومحيطها بداية تطويق أبو بكر البغدادي، أم أنّ هذه الشخصية ستبقى سراً من أسرار الحرب، ولغزا من ألغاز تنظيم داعش الذي لم يعرف أحدٌ كيف كبُرت سطوته، وكيف سينتهي إذا انتهى.
.حضر المغدور لقمان سليم في عظتي البطريرك الراعي والمطران عودة اللذين أجمعا على رفض اغتيال الرأي الآخر
.المحرر السياسي- خرج الجدل في تشكيل الحكومة بين جبهتي قصر بعبدا وبيت الوسط عن دائرة الاهتمام الشعبي ليتحوّل هذا الجدل الى "رفاهية سياسية" في زمن الانهيارات والانسدادات