Lebanon News I ليبانون تابلويد : أخبار الساعة من لبنان والعالم!


السودان-المحكمة الدولية-دارفور-ذاكرة "الجنجويد"-وغلاظة عمر البشير

ميشال معيكي-المشير عمر البشير يدافع عن نظامه العسكري الديكتاتوري، فيما التظاهرات، وعلى رأسها تجمّعُ المهنيين السودانيين ، وقوى المعارضة تعبئ الساحات وشوارع السودان تحت شعار:" تَسقُط بَس". alt="السودان-المحكمة الدولية-دارفور-ذاكرة "الجنجويد"-وغلاظة عمر البشير"

الجمعة ٠١ مارس ٢٠١٩

اخبار ليبانون تابلويد الآن عبر خدمة
اضغط هنا

صوتلبنان

برنامج على مسؤوليتي

FM.100.5

١/٣/٢٠١٩

نزع عنه العباءة السودانية التقليدية، تقلّد نجومه والقبعة العسكرية: "الأمر لي".

المشير عمر البشير يدافع عن نظامه العسكري الديكتاتوري، فيما التظاهرات، وعلى رأسها تجمّعُ المهنيين السودانيين ، وقوى المعارضة تعبئ الساحات وشوارع السودان تحت شعار:" تَسقُط بَس".

حوالى ثلاثة أشهر والفوضى تعمّ مدن السودان مطالبة بإسقاط نظام البشير الذي ردّ بإعلان حال الطوارئ وحلّ الحكومة وتعيين عسكريين حكاما على كافة الأقاليم، بحجة مكافحة الفساد وحماية الأمن القومي!

موجة الاحتجاجات بدأت مع رفع أسعار الخبز، وغلاء المعيشة وتراجع نسب النمو وفقدان السيولة وتفشي البطالة ، وبلوغ التضخم المتصاعد نسبة٧٠٪إضافة الى حرمان السودان من عائدات النفط بعد انفصال الجنوب يقيادة سالفا كير في العام ٢٠١١.

هذا السودان الشاسع، الثالث مساحة بين دول القارة الافريقية، العريق في حضاراته القديمة على طول مجرى النيل، وصولا الى مصر الفرعونية، وتداخلُ التاريخين المصري والسوداني، خاصة أسرة "الفراعنة السود" التي حكمت مصر من أعالي السودان...

هذه البلاد لم تعرف الاستقرار. فمنذ الاستقلال عن بريطانيا ومصر في العام ١٩٥٦، احتدمت فيها الحروب الداخلية والاهتزازات السياسية...

بُعيد العام ١٩٥٦، يوم أُنزِلَ عَلما الحكم الثنائي على السودان : بريطانيا ومصر، اندلعت الحرب بين الشمال والجنوب، مدعومة من دول الجوار. آزرت القاهرة الخرطوم فيما اثيوبيا واريتريا دعمتا الجنوب، واستمرت الحرب الى حين انفصال الجنوب، دولة مستقلة في العام ٢٠١١ بتدخلات أجنبية، لأسباب نفطية ومذهبية! وبقي السودان على خط الزلازل السياسية، من انقلاب الفريق إبراهيم عبود سنة ١٩٥٨ وحلّ الأحزاب المدنية التي وصلت الى السلطة (الامة والمؤتمر والشيوعي)، الى جعفر النميري في انقلاب أيار ١٩٦٩، الى انقلاب المشير سِوار الذهب في العام ١٩٨٥...

جاء مرة- مدنيّ- عبر انتخابات ديمقراطية، كان الصادق المهدي، سرعان ما عاجله انقلاب الجبهة الإسلامية في العام ١٩٨٩، بدوزنة من حسن الترابي، الذي استدعى عمر البشير  رئيسا للحكومة، ثم انقلب عليه واستأثر بالسلطة منذ العام ٨٩حتى اليوم!

لم ينس العالم مذكرة التوقيف التي أصدرها لويس مورانو أوكانبو، مدّعي عام المحكمة الدولية، بتهمة ارتكاب البشير جرائم حرب ضد الانسانية في إقليم دارفور، والتي كلّفت مئتي ألف قتيل ويزيد، وتهجير مليوني انسان، وانتهت بانفصال الجنوب...في الذاكرة، فظاعات ميليشيا الجنجويد التي أطلقها البشير لترويع وذبح أهالي إقليم دارفور.

نذكر جميعا ،بُعيد موافقة البشير على نتيجة استفتاء حق تقرير المصير، لشعب جنوب السودان- بتشجيع من اميركا- كيف هنأ رئيس لجنة الشؤون الخارجية ، السناتور جون كيري، المشير البشير-باسم اميركا-على نزعته الديمقراطية السمحة!

ومكافأة على هذا الإنجاز، رُفع عنه حظر السفر وصار طليقا بين العواصم.

نسيت المحكمة الدولية قرار اعتقاله أينما وُجد، ونام ضمير الكبار مرتاح "الضمير"!

في العام ١٩٦٤ أطلق العسكر النار على متظاهري جامعة الخرطوم، زمن ديكتاتورية الفريق عبود. قُتل الطالب أحمد القُرشي. جنازته ألّبت حوالى أربعين ألف متظاهر. هتفوا ضدّ عبّود، وسقط الرجل.

بعض سِيَر التاريخ تستولد ذاتها!

أغلب الظن،أدّى البشير "عسكريته"، وصار عبئا غليظا على السودانيين والخارج.

سودان البشير على النار.

كأنّه الزمنُ الآخر...

على مسؤوليتي

ميشال معيكي.


أحدث مقاطع الفيديو
معرض الصور