كشف المراقب اللبناني في واشنطن لليبانون تابلويد أنّ الرئيس الاميركي دونالد ترامب ربح في تراجعه عن قصف ثلاثة مواقع إيرانية بحجة عدم قتل ١٥٠إيرانيا. alt="ترامب لن ينجر الى الرغبة الايرانية في الحرب وحزب الله يملك المال لتمرير الوقت الساخن"
السبت ٢٢ يونيو ٢٠١٩
كشف المراقب اللبناني في واشنطن لليبانون تابلويد أنّ الرئيس الاميركي دونالد ترامب ربح في تراجعه عن قصف ثلاثة مواقع إيرانية بحجة عدم قتل ١٥٠إيرانيا.
واعتبر المراقب أنّ ترامب لم ينجر الى المكان الذي يريده الايرانيون، "ووازن في قراره الأخير بين الفعل ورد الفعل، فالفعل أسقط طائرة من دون طيّار، فكان رد فعله الامتناع عن قتل أحد، انطلاقا من المعاملة بالمثل".
يقول المراقب:" اعتمد ترامب المبدأ الذهبي في الرد على مصدر التهديد برسالة قوية، أي تحديد المصدر في قصف الرادارات والصواريخ التي أسقطت الطائرة الاميركية، وحين أبلغه العسكريون الاميركيون أنّ الرد سيقتل ١٥٠ إيرانيا، تراجع في الدقائق الأخيرة".
وتقيّد ترامب "بالمبدأ الذهبي الذي اعتمده الأميركيون في قصف مطار الشعيرات التابع للنظام السوري في السابع من نيسان العام ٢٠١٧،حين نفذّت مدمرتان للبحرية الاميركية في شرق البحر الأبيض المتوسط باستخدام ٥٩صاروخ كروز في قصف المطار ردا على الهجوم الكيميائي على خان شيخون" الذي اعتبرت الإدارة الاميركية أنّ النظام مسؤول عنه وأدى الى مقتل ١٠٠شخص وإصابة ٤٥٠آخرين.
يومها تسلّح ترامب بتقرير أممي يُقرّ مسؤولية النظام السوري في الهجوم الكيميائي، وبرّر ترامب رد فعله "بأنّ المصلحة الأمنية الوطنية الحيوية للولايات المتحدة الاميركية هي منع وردع انتشار الاسلحة الكيميائية".
الهجوم لم يُسفر عن وقوع ضحايا، بل دمرّ المطار بشكل كامل،وهذا لم يكن مؤمنا في الهدف الايراني.
لذلك عاد ترامب واعتمد مبدأ "القصف المتوازي".
وإذا كانت ايران سوّقت بأنّ ترامب فشل في الردع، خصوصا أنّ القوات الايرانية أسقطت طائرة فائقة التطور تقنيا، فإنّ المراقب اللبناني في واشنطن يعتبر أنّ "ايران فشلت في حث ترامب على الخطأ".
ويقول المراقب:" بقي ترامب في المربّع الذي اختاره بنفسه، أي مربّع العقوبات التي تعطي فائدة في جلب ايران الى طاولة المفاوضات ضعيفة اقتصاديا".
وذكّر المراقب بأنّ ترامب لم يسعى للحرب منذ بداية المواجهة مع إيران، وكلمة حرب لم ترد مرة على لسانه أو ألسنة المقربين منه، حتى أن الصقرين وزير خارجيته مايك بومبيو ومستشاره للامن القومي جون بولتون لم يستخدما هذه الكلمة أبدا".
وتوقع المراقب اللبناني في واشنطن أن تبقى المواجهة الاميركية الايرانية في "دائرة المراوحة" على أبواب الحرب.
أشار الى أنّ إيران "ستواصل استفزاز الإدارة الاميركية لجرّها الى مواجهة عسكرية في المدى القريب، لأنّها وضعت استراتيجية الجلوس على طاولة المفاوضات وهي في حالة قوية، في حين أنّ الاستراتيجية الاميركية تعاكسها،في عدم الانجرار الى حرب في المرحلة القريبة، وباعتماد مبدأ طول البال الاستراتيجي، للجلوس على الطاولة وايران منهكة، وهذا يتطلب صبرا أميركيا".
وحين تسأل هذا المراقب عن "صورة ترامب التي اهتزت"يقول:
"لا شك أنّ إيران تسعى الى تحطيم هيبة ترامب ورصيده، لكنّ ترامب كالفاخوري يعرف كيف يمسك الجرة".
ترامب في عدم اندفاعه في الضربة العسكرية الأخيرة أصاب الأهداف التالية:
"أميركيا،توجّه الى الناخب الأبيض الذي ينتخبه بكثافة، والذي فيه الكثير من المجندين في الجيش، أنّه لا يزال على وعده بعدم الحرب خارج الحدود.
أرسل للجمهوريين والديمقواطيين أيضا أنّه رئيس غير انفعالي كما تصفه المعارضة.
وهذه الرسالة أوصلها أيضا الى الرأي العام الدولي الذي يراه شخصية متهورة.
والأهم، أنّه ربح نقاطا في معركته الديبلوماسية" كما قال المراقب الذي اعتبر سابقا أنّ ايران أخفقت ديبلوماسيا في ردودها السلبية على الوساطات الألمانية والأوروبية وخصوصا مبادرة رئيس الوزراء الياباني الذي يتمتع بصدقية عالية.
ترامب يواصل في هذا الاطار معالجة المسألة الايرانية "كمسألة تهديد "لكنّه لن يهرول الى الحرب وفق الحسابات الايرانية.
وعن تداعيات الحصار الاقتصادي على إيران لجهة حزب الله، خصوصا في جانب تدفق المال الايراني الى الحزب، يرى المراقب اللبناني أنّ حزب الله "يبقى تهديدا"، وهو يمتلك "احتياطا ماليا" تراكم في السنوات الماضية من مصادر متنوعة، لذلك فهو يعتمد "التقشف أقله لسنة ونصف السنة" الى حين انقشاع الرؤية في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
فالحزب كما قال "يشدّ الحزام لأيام مالية صعبة، لكنّه يكتنز بما يكفيه في المدى المنظور".
.حضر المغدور لقمان سليم في عظتي البطريرك الراعي والمطران عودة اللذين أجمعا على رفض اغتيال الرأي الآخر
.المحرر السياسي- خرج الجدل في تشكيل الحكومة بين جبهتي قصر بعبدا وبيت الوسط عن دائرة الاهتمام الشعبي ليتحوّل هذا الجدل الى "رفاهية سياسية" في زمن الانهيارات والانسدادات