أنطوان سلامه-دوما يتخذ البطريرك من الديمان منصة لرؤية المشهد الوطني من بُعد، من الديمان أصدر البطريرك الراحل مارنصر الله بطرس صفير بياناته الشهيرة، ومن الديمان يراقب البطريرك الحالي مار بشارة بطرس الراعي التطورات بحذر شديد. alt="البطريرك الراعي بين تجوال باسيل وأداء الحريري"
الخميس ١١ يوليو ٢٠١٩
أنطوان سلامه-دوما يتخذ البطريرك من الديمان منصة لرؤية المشهد الوطني من بُعد، من الديمان أصدر البطريرك الراحل مارنصر الله بطرس صفير بيانه الشهير، ومن الديمان يراقب البطريرك الحالي مار بشارة بطرس الراعي التطورات بحذر شديد.
من يلتقي البطريرك الراعي في هذه الأيام، يلاحظ حذره في الحديث، ويشعر بقلقه من المسارات، يتحدث مع زواره برمزية تميل الى معارضة التوجهات العامة.
تعلّم البطريرك الراعي كثيرا من التجربة المرة التي خاضها البطريرك صفير مع العماد ميشال عون في فترة إعداد الطائف، ومع رئيسي جمهورية الطائف الياس الهرواي واميل لحود.
مرحلة "حكم الطائف" فرضت على صفير خوض المعركة السياسية بتفاصيلها، لكنّ المرحلة الآن تبدلت، فالعماد عون في قصر بعبدا، وسمير جعجع في معراب، وسياسيو الموارنة في كل مكان.
هذا التبدّل لا يعني أنّ البطريرك الراعي "المسيّس" أصلا، لا يُرسل إشارات.
بياناته في امتصاص تداعيات حادثة قبرشمون أوحت بأنّ البطريرك شعر بفراغ اللحظة، فملأها بالموقف الداعي الى تثبيت "مصالحة الجبل"، مع أنّه يحاذر التعليق أمام زواره على حركة الوزير جبران باسيل في المناطق، تحديدا في الجبل.
ويتوقف المراقبون كثيرا عند "الجملة" في البيان الذي صدر بعد لقاءات البطريرك مع الوفدين الجنبلاطي والاشتراكي التي تشدد على المصالحة ووحدة الجبل "ودون تحويل أبنائه الى وقود لنيات مبيّتة لا علاقة للبنان بها".
ينقل زواره عنه في المدة الأخيرة، "عتبه الخفي" على طريقة معالجة ذيول حادثة قبرشمون "الخطيرة"، فبقي رئيس الحكومة سعد الحريري خارج لبنان في "الوقت الحرج" مرسلا موفده الدكتور غطاس الخوري الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حاملا له رسالة شفهية، فأحاله الرئيس عون الى جبران باسيل....
يؤمن البطريرك بضرورة تعزيز العلاقة والتنسيق بين رئيسي الجمهورية والحكومة خصوصا في الظرف الخطير، لكنّ البطريرك يتكلّم بوضوح عن التمسك بالطائف والعيش الواحد و "ضرورة الاحتكام الى الكتاب كما كان يردد الرئيس فؤاد شهاب"، ففيه تنتظم السلطة.
يعرف من يلتقي البطريرك الراعي أنّه يختزن قلقا.
حتى في عظاته، وبيانات مجلس مطارنته، يبدو الحذر سيّد الموقف البطريركي.
فهل سيبقى البطريرك طويلا في البقعة الرمادية وسط تنامي هواجسه ومخاوف رعيته، "ونحن على أبواب الاحتفال بالمئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير الذي ساهمت البطريركية المارونية به بشخص المكرّم البطريرك الياس بطرس الحويك"؟
ماذا سيقول البطريرك في هذه المئوية، هل يبادر ؟
.حضر المغدور لقمان سليم في عظتي البطريرك الراعي والمطران عودة اللذين أجمعا على رفض اغتيال الرأي الآخر
.المحرر السياسي- خرج الجدل في تشكيل الحكومة بين جبهتي قصر بعبدا وبيت الوسط عن دائرة الاهتمام الشعبي ليتحوّل هذا الجدل الى "رفاهية سياسية" في زمن الانهيارات والانسدادات