المحرر السياسي- يركّز مسؤولو التيار الوطني الحر واعلامه على أنّ الرئيس ميشال عون والتيار ورئيسه جبران باسيل يتعرضون لحملة استهداف مركّزة. alt="هل يعقد التيار الوطني الحر مؤتمر طوارئ لإنقاذ نفسه من الميلشياوية؟"
السبت ٠٨ فبراير ٢٠٢٠
المحرر السياسي- يركّز مسؤولو التيار الوطني الحر واعلامه على أنّ الرئيس ميشال عون والتيار ورئيسه جبران باسيل يتعرضون لحملة استهداف مركّزة.
وفي حين انتقد التيار في بيان رسمي، وفي تغريدة لباسيل، ممارسات "العنف" التي طالت مركزه في عكار حرقا، واستوعب ردود الفعل على "الاعتداء على شاب طرابلسي" في جونيه بإصدار بيان معتدل، وازن بين حصانة "السياسي" وبين حرية التعبير غير العنفي، يبدو من "المشهد البرتقالي" أنّ التيار اندفع في هجوم مضاد، على معارضيه الشرسين والمعروفين تقليديا.
وبدا التيار"مطوقا"، لولا حزب الله وأحزاب وتنظيمات في خط "الممانعة".
هذا الانعزال، كما يشير محللوه، ليس جديدا على التيار، بل عاشه تاريخيا، وواجهه.
وتتقاطع المعلومات عند أنّ "استهداف" التيار سيرتفع منسوبه في الأيام المقبلة، تحديدا من صقور الحزب التقدمي الاشتراكي وتيار المستقبل، في حين ستعتمد القوات اللبنانية خيارات الاستمرار في "انتقاداتها السابقة" لأداء الحكومة في الملفات التقليدية كالكهرباء والاتصالات والخارجية.
أما تيار المردة، فظهوره في ساحة المعارضة، محدود، وحزب الكتائب، بقيادته الحالية، يعادي "السلطة ككل".
في خط المواجهة ، يتحرك التيار، دفاعا، في "المنطقة الصعبة"، فمع أنّ حكومة حسان دياب، هي الحكومة الموصوفة بأنّها "حكومة جبران باسيل" الا أنّ هذا الواقع غير دقيق، وهذه الحكومة ضعيفة في السياسة، وركيكة في طروحاتها الانقاذية، وهذه نقطة لا تُسجّل لصالح التيار الوطني الحر.
وما يعاكس التيار، أنّ انفجار الأزمة العميقة والمتعددة الرؤوس، اقتصاديا واجتماعيا ونقديا، حصل في عهد الرئيس ميشال عون الذي مضى عليه ثلاث سنوات، وينتقده "معارضوه" وشريحة من الرأي العام، على أنّ عهده يتميّز "بالأقوال أكثر من الأفعال" خصوصا في ملف الفساد، والخدمات ومنها الكهرباء، وفي شعارات السيادة والانتماء الى المحيط، كما نصح السينودوس "المنسي" هذه الأيام.
وما يعاكس التيار"تداعيات التسوية الرئاسية" التي ضربت " صدقيته" عميقا.
وما يعاكس التيار أيضا هذا "التهميش" الذي يعيشه لبنان عربيا وخليجيا ودوليا، في عهد وعد رئيسه، في بداياته، على الانفتاح الواسع، وها هو لبنان، بديبلوماسيته، ينحاز، و ينزوي موقعه، في خط "الممانعة" الذي يعادي الأميركيين والخليجيين والعرب، من دون أن يكون البديل بقاطرته الايرانية على "المساعدة" الجدية لخروج لبنان من واقعه الإفلاسي.
ويعاكس التيار أيضا، أداء عدد من وزرائه السابقين ونوابه وناشطيه الذين يركزون في مواقفهم على "زجليات انفعالية" تخطاها الزمن، كاستحضار مستمر للماضي، في حين أنّ "الحراك الشعبي" فرض معادلات جديدة في الساحة الشعبية، المسيحية والوطنية.
السؤال هل هذا يعني أنّ التيار الوطني الحر في لحظة "ضعف"؟
بالتأكيد لا.
يملك التيار حاليا قوة "السلطة"، فهو يتغلغل في الأجهزة الإدارية للدولة، الأمنية منها والقضائية والخدماتية...
ويملك تراثا بناه العماد ميشال عون.
وله قاعدة شعبية ملتزمة.
لكنّ هذه الثلاثية من القوة تتآكلها الأزمة المستجدة بعد 17 تشرين، في هذه المحطة، تحولت هذه القوة الى سيف بحدين.
عند هذه النقطة، يبدو التيار متراجعا الى منصة الاتهام، فهل من سبيل للخروج منها؟.
لا يتم الخروج من هذه الزاوية بسلاح "قديم"،أي بالاستمرار في "الخطاب الخشبي" الذي "يشيطن القوات اللبنانية"،ويحمّل "الحريرية السياسية" مسؤولية الانهيار والويلات الوطنية، ويذكّر "بمآسي تهجير الجبل" كلما أراد مواجهة الاشتراكيين...
ولا ينفع التذكير بأنّ رئيس الجمهورية فقد "صلاحياته المركزية في اتخاذ القرار الوطني"بفعل الطائف، مع أنّ الرئيس "القوي" أوحى بعكس ذلك في ممارسته صلاحياته الدستورية...
ما يحتاج اليه التيار الوطني الحر اليوم في مواجهة منافسيه الكثر، هو "مؤتمر طوارئ استثنائي" بدعو اليه عاجلا رئيسه جبران باسيل، يرتكز على واقع جديد فرضته التطورات، يصدر عن هذا المؤتمر توصيات جريئة، في تغيير "واجهة التيار" التي أصابها الوهن نتيجة أخطاء عدد من مسؤوليه، فتعود هذه الواجهة مضيئة بوجوه نخبوية، وبخطاب سياسي حديث وعصري، والأهم الابتعاد "عن الميلشياوية" التي ينزلق اليها التيار بسرعة قياسية...
.حضر المغدور لقمان سليم في عظتي البطريرك الراعي والمطران عودة اللذين أجمعا على رفض اغتيال الرأي الآخر
.المحرر السياسي- خرج الجدل في تشكيل الحكومة بين جبهتي قصر بعبدا وبيت الوسط عن دائرة الاهتمام الشعبي ليتحوّل هذا الجدل الى "رفاهية سياسية" في زمن الانهيارات والانسدادات