.أنطوان سلامه- سيُحكى الكثير عن زعيم المتن ميشال المر(١٩٣٢-٢٠٢١)، سلبا وإيجابا، الا أنّه من الجيل الذي ترك بصمة، أو بصمات تتأرجح بين الأبيض والأسود alt="رحيل قبضاي السياسة "
الأحد ٣١ يناير ٢٠٢١
.أنطوان سلامه- سيُحكى الكثير عن زعيم المتن ميشال المر(١٩٣٢-٢٠٢١)، سلبا وإيجابا، الا أنّه من الجيل الذي ترك بصمة، أو بصمات تتأرجح بين الأبيض والأسود
هذا الزعيم الذي اتخذ لنفسه صورة متناقضة بين المهندس المتعلّم ورجل الأعمال الناجح وبين القبضاي، أو الزعيم المحمول على الأكتاف، يرحل في اللحظة التي سيترحّم عليه كثيرون، بعدما جاءت صورة السياسيين الجدد، من رؤساء تيارات وأحزاب ونواب ووزراء، أسوأ ما يمكن أن يتصوّره عقل.
ميشال المر الذي امتد ظلّه في الأمكنة المتناقضة، تقدّم المشهد حيث يكون.
يتعلّم من تعثره ، قفز من جبهة التحالف مع الحزب السوري القومي الاجتماعي الى جبهة حزب الكتائب ففاز في انتخابات ١٩٦٨، بعد خسارته في دورتي العامين ١٩٦٠ و١٩٦٤.
لم ينبهر ميشال المر بالعقائد والايديولوجيات، كان براغماتيا، يقيس مصالحه في الإطار السياسي الأقوى، فلم يتردد في الانخراط في صفوف الحلف الثلاثي ليدخل الى البرلمان.
تحالف مع القوات اللبنانية بقيادة بشير الجميل في الحرب، ومدّ خطوطه الى ايلي حبيقة حين اعتلى القيادة القواتية.
ومن زاوية علاقته مع حبيقة تقدّم في صياغة الاتفاق الثلاثي العام ١٩٨٥، ومنه عزّز حضوره في دمشق، أي في نظام حافظ الأسد.
هذا الحضور كلّفه محاولة اغتيال في انطلياس العام ١٩٩١، أي في بداية دخول لبنان زمن الوصاية السورية.
هذه الوصاية فتحت له أبواب الزعامة في المتن الشمالي، كسياسيّ نافذ في الدائرة الارثودوكسية وكناطق باسم "مسيحية سياسية" تلوّنت بصبغة جديدة.
ترأس كتلة نيابية وازنة من عشرة نواب.
ترك أثرا في وزارة الداخلية، كصانع انتخابات على قياس الأوصياء، ولا يُنتسى مشهد رؤساء البلديات يقفون على بابه في السراي الصغير، كل يوم أربعاء، لينالوا "غبار توقيعه" على معاملة.
لم يوقع ميشال المر معاملة بصفته وزير الداخلية والبلديات الا وأخذ في مقابلها "طاعة" الموّقَع له، هكذا، بعقلية "الزعيم التقليدي" أخضع لبنان كلّه، عبر البلديات واتحاداتها، الى وصايته، "يبيع" مفاعيلها للوصي الأكبر ساعة فرز أصوات الناخبين في صناديق الاقتراع "الديمقراطي".
من دائرة الوصاية انتقل بسهولة الى التحالف مع ميشال عون بعد زلزال العام ٢٠٠٥.
في هذه اللحظة من الانضمام الى تكتل التغيير والإصلاح تساوت زعامته مع الآتي الى الميدان السياسي بشعارات براقة، لكنّ هذا التحالف بين "الضدين" ظاهرا، أثبت أنّ الطبقة السياسية تنتهج كلّها " مدرسة ميشال المر" في القفز.
عرف ميشال المر حجمه، وعلى هذا الأساس تصرّف...
أدرك معنى التقدّم في العمر، فانزوى، محافظا على صورته "كقبضاي مرّ" في السياسة اللبنانية، وهو من صنع الرؤساء الياس سركيس وبشير الجميل واميل لحود وميشال سليمان...
وهو من اقترب من الرئيس نبيه بري، ومن رؤساء الحكومات من سليم الحص وشفيق الوزان وعمر كرامي الى رفيق الحريري، غير آبه بالقفز دوما في "بحر" من التناقضات، محافظا دوما على صورته الأساسية :" قبضاي السياسة اللبنانية" الذي لا يرحم في المعارك حتى ولو كان من ينافسه أخ...
ميشال المرلم يحصل على "محاكمة عادلة" أو محاكمة تكشف فعلا حقيقة ما يُحكى عنه في استغلال السلطة غير آبه بقانون أو بيئة أو أو أو...
فهذا القبضاي السياسي الذي ترك بصمات متنوعة في وزارات الاتصالات والدفاع والداخلية... وفي مراكز القرار... سيقيّم أفعاله التاريخ بعدما عجز "ميزان العدل" عن تطويقه وتطويق "المنظومة " التي انتمى اليها عميقا، وهي متهمة بالفساد...
الأكيد، أنّ الورثة في السياسة، أي منظومة الشباب سياسيا وحزبيا، لن يرموا الى زجاجه حجرا...
هؤلاء دفعوا اللبنانيين الى القول: الله يرحمك " يا ميشال المر...
.حضر المغدور لقمان سليم في عظتي البطريرك الراعي والمطران عودة اللذين أجمعا على رفض اغتيال الرأي الآخر
.المحرر السياسي- خرج الجدل في تشكيل الحكومة بين جبهتي قصر بعبدا وبيت الوسط عن دائرة الاهتمام الشعبي ليتحوّل هذا الجدل الى "رفاهية سياسية" في زمن الانهيارات والانسدادات