لبنان في لحظة الاضطراب الاقليمي في ظل تلويح اسرائيل بضرب ايران
.المحرر الديبلوماسي- دخلت منطقة الشرق الأوسط، ولبنان ضمنا، مرحلة السير وصولا الى الجلوس على طاولة المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني alt="لبنان في لحظة الاضطراب الاقليمي في ظل تلويح اسرائيل بضرب ايران"
الثلاثاء ٠٢ فبراير ٢٠٢١
.المحرر الديبلوماسي- دخلت منطقة الشرق الأوسط، ولبنان ضمنا، مرحلة السير وصولا الى الجلوس على طاولة المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني
ويبدأ السير مع اشارتين أميركيتين توجتهما إسرائيل بتحذير من امتلاك الجمهورية الإسلامية السلاح النووي.
الإشارة الأولى: دخول جو بايدن الى البيت الأبيض ومعه مواقف ومقالات كتبها سابقا عن أضرار السياسة التي انتهجها دونالد ترامب بشأن الملف النووي الايراني وأتت بنتائج عكسية.
الإشارة الثانية: بدء المبعوث الأميركي الجديد لإيران روب مالي اتصالاته مع الأوروبيين في مسعى لتقييم الملف الإيراني، ما تحقق فيه، وما يجب التعامل معه مستقبلا.
الواقع الإيراني
إسرائيل لا ترتاح لتوجهات بايدن وادارته، وهي تُرسل اعتراضها بشكل مكشوف، فهل تخوفُ إسرائيل من امتلاك ايران في ستة أشهر قنبلة نووية، في محله؟
تظهر أحدث تقديرات، ربع سنوية، للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الصادرة في نوفمبر تشرين الثاني الماضي، أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب ارتفع إلى 2.4 طن، أي أكثر بعشر مرات من المسموح به بموجب الاتفاق الدولي، لكنه أقل كثيرا من ثمانية أطنان كانت لديها سابقا.
لكنّ إيران نشطت منذ أسقط ترامب الاتفاق الدولي، في تخصيب اليورانيوم، بدرجة نقاء أعلى، وعادت لمستوى العشرين بالمئة الذي كانت قد بلغته قبل الاتفاق، بالمقارنة مع أعلى مستوى سابق البالغ 4.5 بالمئة.
ويحدد الاتفاق الدولي نسبة النقاء المسموح بها عند 3.67 بالمئة وهي بعيدة تماما عن نسبة التسعين بالمئة المطلوبة لصنع سلاح نووي.
التباعد الأميركي الاسرائيلي
هذه النتائج لا تطمئن إسرائيل الذي أعلن وزير الطاقة فيها أنّ الجمهورية الإسلامية، وفي نحو ستة أشهر، ستُنتج ما يكفي من المواد الانشطارية اللازمة لصنع سلاح نووي واحد، وهي تقريبا ضعف المدة التي توقعها وزير الخارجية في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وإسرائيل قلقة من نية إدارة بايدن العودة للاتفاق النووي المبرم مع إيران في 2015، وهي تعارض الاتفاق منذ فترة طويلة، ولا تقتنع بما تقوله واشنطن إن انسحاب الإدارة الأمريكية السابقة من الاتفاق كانت له نتائج سلبية إذ دفع إيران للتخلي عن التزاماتها بتقييد أنشطتها النووية.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الشهر الماضي، قبل يوم من توليه منصبه بالإدارة الجديدة، إن الوقت الذي قد تحتاجه إيران لزيادة تخصيب اليورانيوم إلى درجة النقاء المطلوبة لصنع سلاح نووي "تقلصت من أكثر من عام (بموجب الاتفاق النووي) إلى ما بين ثلاثة أو أربعة أشهر تقريبا". وقال إن تصريحاته تستند إلى معلومات منشورة.
لكن وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز قال في مقابلة إذاعية إن إدارة ترامب "أضرت بشدة بمشروع إيران النووي".
وقال لإذاعة هيئة البث الإسرائيلي "فيما يتعلق بالتخصيب، يمكنهم الوصول للكمية الكافية في غضون نصف عام إذا فعلوا كل ما يلزم... وفيما يتعلق بالسلاح النووي تبلغ المدة حوالي عام أو عامين".
وسرعت إيران في الفترة الأخيرة من التخلي عن التزاماتها بموجب الاتفاق الذي بدأت في انتهاك شروطه في 2019 ردا على انسحاب الولايات المتحدة منه وإعادة فرضها العقوبات عليها.
الضغوط المتبادلة
نجحت إيران في الوقت الضائع، من وضع استئناف تخصيبها سلاحا قويا على طاولة المفاوضات المرتقبة مع واشنطن وعواصم دولية أخرى، وتملك أيضا سلاحا أفتك يتمثّل في قرب امتلاكها قنبلة نووية فعلية على الرغم من المعارضة الدولية.
إسرائيل تمتلك في المقابل علاقاتها التاريخية مع الولايات المتحدة الأميركية ومراكز القرار في الكونغرس، وهي مستعدة لخلط الأوراق، بتنفيذ عمليات عسكرية جوية والكترونية في العمق الإيراني.
وباتت إسرائيل قريبة من الحدود الإيرانية بحكم علاقاتها المستجدة مع دول الخليج.
بانتظار الجلوس على الطاولة سيصعّد الإسرائيلي والإيراني مواقفهما، سيلوّحان بكثير من الأسلحة ، وسيقترب الإقليم، من اليمن الى لبنان مرورا بسورية والعراق، من شفير الهاوية من دون أن يعني ذلك سقوطا فيها.
يبقى السؤال، ماذا عن لبنان في هذا الاضطراب الإقليمي؟ هل سيزيد اضطرابه أم أنّ الجلوس على طاولة التفاوض سيعني انفراجا له في مرحلة جديدة سيكتب فصولها المفاوضون الدوليون والاقليميون ؟
كلام الصورة:وزير الطاقة الاسرائيلي يوفال شتاينتز
